الإسلام دين السلام - خطب عامة أيها السلفي المهاجر - المقاطع الصوتية حوار مع الدكتور عبد الرزاق الشايجي (الحلقة الأولى) - حوار مع الدكتور عبد الرزاق الشايجي في كتابه «الخطوط العريضة لأصول أدعياء السلفية» إنكار المنكرات العامة في بلاد المسلمين فرض كفاية - مقالات متنوعة مذكرة على العقيدة الواسطية - قسم الكتب والأبحاث العلمية المذكرة المنهجية للمبتدئين - قسم الكتب والأبحاث العلمية الجادة السلفية بين المميعة والحدادية - قسم الكتب والأبحاث العلمية حوار مع الدكتور عبد الرزاق الشايجي (الحلقة الثانية) - حوار مع الدكتور عبد الرزاق الشايجي في كتابه «الخطوط العريضة لأصول أدعياء السلفية» فتنة الخوارج، وأهمية الضمير - خطب عامة تعليق على تعزية الشيخ مصطفى بن العدوي في وفاة العلامة ربيع بن هادي - مقالات متنوعة
إبحث في الموقع
البحث في
عدد الزوار
انت الزائر :590721
[يتصفح الموقع حالياً [
الاعضاء :0الزوار :
تفاصيل المتواجدون

تعليق على تعزية الشيخ مصطفى بن العدوي في وفاة العلامة ربيع بن هادي

المقال
تعليق على تعزية الشيخ مصطفى بن العدوي في وفاة العلامة ربيع بن هادي
28 زائر
11-07-2025 02:28
أبو حازم محمد بن حسني القاهري

تعليق

على تعزية الشيخ مصطفى بن العدوي

في وفاة العلامة ربيع بن هادي

لتحميل المقالة منسقة وبصيغة بي دي أف، اضغط هنا

الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله، وسلم.

فقد وقفت على كلام للشيخ مصطفى بن العدوي، في وفاة العلامة ربيع بن هادي -رحمه الله-، هذا نصه:

«قد بلغنا وفاة فضيلة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي -رحمه الله تعالى-، فنسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة، ونسأل الله -عز وجل- أن يسكنه فسيح الجنان.

أما وقد مات الرجل؛ فله حق علينا من ناحيتين:

الناحية الأولى: كمسلم من المسلمين، له حق علينا، وكعالم من علماء المسلمين، له حق علينا، فربنا قال: ﴿وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾.

ثم هو عالم من علماء المسلمين، خاصة علم الحديث، فقد كان عالما في الحديث -رحمة الله تعالى عليه-، وله كتاب في هذا الصدد اسمه «بين الإمامين مسلم والدارقطني»، وهو كتاب رائع في هذا الصدد، وثَمّ كتب أخرى له -رحمة الله تعالى عليه-.

ولكن الشيء بشيء يذكر، فقد نُسبت إليه طائفة «المداخلة»، وهذا الرجل -رحمة الله عليه- لم يكن يدعو إلى نفسه أبدا، ولا يرضى -على حد علمي- أن يتسمى الناس بالمداخلة، لا أعلم أنه كان يرضى بذلك أبدا، ولا يقر ذلك، بالذي علمته وعن قرب من حياة هذا الرجل أنه كان ينقد الجماعات والتحزبات.

ولكن كان ثم أمر ينبغي التنبيه عليه، وهو أنه كان يسمع كثيرا لجلسائه ثقة فيهم، والناس ليسوا كلهم بثقات، فكان يمكن أن ينال من بعض الأشخاص بناء على السماع الذي يسمعه من مجالسيه.

فأرجو من إخواني أهل الإسلام أن يتجاوزوا عنه وأن يصفحوا، كل من نال منه الشيخ بالاسم، فيتجاوز ويصفح، فقال هذا بناء على ما يصل إليه، نعم قد كان يشتد في أبواب الجماعات في المنع منهم للتحزبات.

ونسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة، وأن يسكنه فسيح الجنات، وأن يجعل هذه الليلة ليلة مباركة عليه.

هذا وكما أسلفت فالرجل لم يكن يحب أبدا أن يقال: فلان مدخلي، أو فلان تبع حزب المداخلة، فلم يكن له حزب أسسه أبدا، لم يكن له حزب أسسه، فناس كثيرون ظلموه بسبب من ساءت أخلاقهم ويطعنون في العلماء، فكل من كان كذلك يقولون عنه «مدخلي»، والشيخ بريء من هذا -رحمة الله تعالى عليه-، وإن كان -كما أسلفته- قد يتكلم في بعض الأشخاص بعلم وصل إليه، وكان هذا يحتاج إلى مزيد من التثبت، مزيد من التثبت، ومزيد من التريث.

فأرجو الله أن يرحمه، وأسأل الله أن يخلفه في أهله بكل خير.

والحمد لله، لعل هذه قصة انتهت، قصة المداخلة، فالرجل لم يكن يدعو إلى هذا الاسم أبدا -رحمة الله تعالى عليه-» اهـ كلام الشيخ مصطفى.

وهذا رابط الفيديو:

https://www.youtube.com/watch?v=i4kWbEVzkDg

وأقول:

أما الترحُّم والثناء على الشيخ ربيع -رحمه الله-؛ فمقبول ومشكور، ولنا الظاهر، والله يتولى السرائر، نسأل الله الصدق والإخلاص لنا، وللشيخ مصطفى.

وبعد ذلك، ففي كلامه أمور:

الأول: قوله: إن الشيخ ربيعًا لم يكن يدعو إلى نفسه، ولم يكن يرضى بالانتساب إليه؛ فهذا حق؛ ولكن «المداخلة» ليسوا هم من أطلق هذه التسمية على أنفسهم، بل أنتم -يا شيخ مصطفى- من فعل ذلك، فلا أدري: هل يوجِّه الشيخ مصطفى كلامه هذا إلينا، أم إلى من يسمينا «مداخلة»، كأنه يقول لهم: إنكم تنسبونهم إلى رجل، هو منهم براء!

وأذكِّر الشيخ الكريم -إن كان قد نسي- أنه ممن يستعمل هذه التسمية، بل لديه حساسية شديدة نحو من يسميهم بها، ويقول: إنه يتعوذ منهم! ويدعو عليهم! واتصل به يومًا واحد منهم، فقال له: ربنا ينتقم منكم!!

فالقضية قضية منهج، الشيخ مصطفى يرمي «المداخلة» بأنهم يسبُّون «العلماء»، ويطعنون فيهم، ويحذرون منهم، ثم هو الآن يدَّعي أن هذا لم يكن منهج الشيخ ربيع -رحمه الله-، مع أن تحذيره من القوم نارٌ على عَلَم، بصوته، وكتابته، والشيخ مصطفى يعلم هذا جيدًا، فإذا رمى «المداخلة» بأنهم يطعنون في «العلماء»؛ لزمه رمي الشيخ ربيع -نفسه- بهذه التهمة!

الثاني: الشيخ مصطفى يزعم أن العلامة ربيعًا -رحمه الله- إنما تكلم في الأشخاص بناء على ما يلقيه إليه جلساؤه، وهذا زعم غريب جدا، هل كان يعتقده الشيخ مصطفى حقًّا؟!

أشكُّ في ذلك؛ إذ الأمر في غاية الوضوح والشهرة، الشيخ ربيع -رحمه الله- ما تكلم إلا بناء على نقول ثابتة عمن تكلم فيهم، من كتبهم، أو أشرطتهم، وهذا موجود في كافة تحذيرات الشيخ، ولو قُدِّر أنه تكلم في أحد بناء على خبر محض من بعض جلسائه؛ فهذا نادر جدًّا.

تكلم العلامة ربيع -رحمه الله- في سيد قطب، وفي الجماعات، وفي غيرهم؛ أكان كل هذا بناء على أخبار محضة؟!

حتى كلامه -وكلام غيره من العلماء- فيكم أنتم -يا شيخ مصطفى- ما يستند إلا إلى كلامكم ومواقفكم، لا إلى مجرد أخبار.

بل بشأن الشيخ مصطفى -خاصة-: قد صدر منذ سنوات كتاب بعنوان: «التنكيل بما في منهج مصطفى بن العدوي ومدرسته من الخداع واللجاج والأباطيل»، في ثلاثة مجلدات! وكل ما فيه من الدعاوى عليه موثَّق، والشيخ ربيع ليس له صلة بهذا الكتاب، ولعله لم يسمع به أصلًا.

الثالث: الذي يُفهم من كلام الشيخ مصطفى: أن الكلام فيه وفي أصحابه مبنيٌّ على مجرد إخبار المخبر بأن فلانا منهم قال كذا، أي: مجرد عبارة، أو مسألة.

وهذا غير صحيح، المنتقَد على الشيخ مصطفى وأصحابه منهج كامل، في أصول عدة، أوصلها العبد الفقير إلى عشرة، في رسالة بعنوان: «منهج القطبية السرورية في عشرة أصول»، وهي مطبوعة، ومنشورة على موقعي، وعلى قناتي على «التلجرام».

الرابع: دعك -يا فضيلة الشيخ مصطفى- من العلامة ربيع -رحمه الله-، نحن الذين نخاطبكم، وننتقد عليكم كذا وكذا، ونقول: هذه أخطاء وانحرافات، ولا يلزم أن يؤيدها أحد من العلماء المعاصرين -تصريحًا-، وإنما العبرة بالحجة والبرهان، فمن شاء؛ فليقارعه بمثله، والمناظرات بيننا، وقد فعلنا هذا -بحمد الله- من قديم، فما أكثر مقالاتنا فيكم -مكتوبة، ومسموعة-.

وهذا نقوله -ابتداء-، فكيف إذا كان الواقع المعلوم أن الشيخ ربيعًا لم ينفرد بالطعن فيكم -أو: في «العلماء» -على حد تعبيركم-؟!

العلامة ابن باز -رحمه الله- هو الذي أصدر بنفسه قرار منع سلمان العودة وسفر الحوالي من الدعوة في المملكة.

العلامة الألباني -رحمه الله- لمَّا عُرض عليه كتاب الحوالي: «ظاهرة الإرجاء»، قال: «خارجية عصرية، ويبدو أن إخواننا في المدينة [يقصد الشيخ ربيعًا، ومن كان معه آنذاك] كانوا أعرف بهؤلاء منا».

شيخك العلامة مقبل بن هادي -رحمه الله- قال في أبي إسحق الحويني، وعبد الرحمن ابن عبد الخالق: «يُعتبران من المبتدعة».

هذا لو تكلمنا على الطعن في أشخاصكم -خاصة-، وأما التحذير من نفس منهجكم؛ فلا يُحصى كلام العلماء فيه إلا بكُلْفة، وتمام بيان هذا في:

الأمر الخامس: دَعْ -يا فضيلة الشيخ- كل ما أُخذ عليكم من قديم، ولنتكلم فيما أحدثتم من الثورات، والعمل السياسي.

هل لا يزال الشيخ الفاضل يعتقد -إلى الآن- أنهم كانوا على صواب؟!

هل لا يزال يعتقد أن هذا هو منهج أهل السنة، والسلفية الحقة؟!

مبلغ علمي: أنه يعترض على العمل السياسي -خاصة-، ولعل هذا جديد، لم يكن موجودا ساعتها، وهو محمود -على كل حال-؛ لكن الدين ولاء وبراء، فما الموقف من أرباب الحزبية، والديمقراطية، والبرلمان؟!

أقل ما تقتضيه الديانة: أن يسكت الشيخ، ويعتزل، فلا يمدح، ولا يقدح؛ وأما المدح -وهذا ثابت عنه، في حق ياسر برهامي -على الأقل-؛ فإنه يدل على أحد أمرين: إما أن الشيخ يعتقد أن المسألة اجتهادية، لا نكير فيها على المخالف -أصلًا-، أو يعتقد أنها غير اجتهادية؛ لكن المخالف فيها لا يسقط، من جنس زلات العلماء؛ وأحلاهما مُرٌّ، وكلاهما مخالف لأصول الشريعة، وقواعد المنهج، وبسط هذا ليس محله هنا، وقد أوضحته في كتابي: «النقض على أبي الحسن المأربي وإخوانه في مسألة العمل السياسي المعاصر».

السادس: قوله: «فناس كثيرون ظلموه بسبب من ساءت أخلاقهم ويطعنون في العلماء، فكل من كان كذلك يقولون عنه «مدخلي»، والشيخ بريء من هذا -رحمة الله تعالى عليه-»: سبق بيان ما فيه، فهذا هو منهج الشيخ ربيع -رحمه الله-، وهو يحذِّر عنكم -بلا مدافعة-، فلا ظلم له -من هذه الحيثية-.

ولا زلت متعجبًا من هذه الدعوى من الشيخ مصطفى، ولا أدري ما الذي دفعه إليها، وقد ترحَّم غيره -من أصحابه- على العلامة ربيع، دون هذه التبرئة، ولا يوافقه عليها أحد من أصحابه -أصلًا-، ولعل منهم من أنكر عليه في وسائل التواصل، أو حتى في السِّرِّ.

وأما قضية سوء الخلق؛ فهي على أهلها، يتحملون تبعتها، وإنما العبرة بنفس النقد، هل هو مقبول -مقدمةً، ونتيجةً-، أم لا؟ هذا هو موطن النزاع.

السابع: قوله: «والحمد لله، لعل هذه قصة انتهت، قصة المداخلة»: قد يؤسفه أن أقول له: لن تنتهي!! إلا أن يشاء الله، فنحن مستمرون في التحذير منكم، ومن ثَمَّ ستبقى تسميتكم لنا «مداخلة»! وقد تبيَّن أن تبرئة الشيخ ربيع منا: مغالطة كبيرة، ومخالفة للواقع المعلوم بالضرورة.

وهنا يأتي الأمر المهم -يا شيخ مصطفى-:

إن الذي بيننا وبينكم لن ينتهي بوفاة الشيخ ربيع -رحمه الله-؛ لأنه دين، لم يكن يستند إلى مجرد كلام من الشيخ، على أن الأقوال لا تموت بموت أصحابها.

وكما قلت لك: دعك من فلان وفلان، كلِّمنا نحن، واصْمُدْ إلينا نحن، المنتقَد عليكم قد أوضحناه، فأجيبوا، وإن قلتَ: قد أجاب فلان؛ قلتُ: قد أجبنا عن جوابه، وبيَّنَّا ما فيه من تهافُتٍ، ثم عليك أنت أن تجيب عما يخصك، وهو كتاب «التنكيل...» المذكور آنفًا.

يا فضيلة الشيخ! رميتنا بأننا نحسدكم! وأن في قلوبنا غِلًّا عليكم! وما إلى ذلك.

أنا -العبد الفقير- أتكلم عن نفسي، فأقول: والله، ما أحب لكم إلا الخير، وما أحب إلا أن يهتدي المسلمون على أيديكم، وكم كنت أتمنى إذ أعطاكم الله الشهرة والقبول -وخصوصا لما فُتحت لكم القنوات الفضائية- أن تتكلموا في التوحيد؛ إذ هو رأس الدين، وأساس الإسلام، ولا قيمة للطاعة والتوبة مع خراب العقيدة.

وعلى كل حال؛ فكلُّنا ماثلٌ بين يدي ربه، ومسؤول عن عمله.

﴿وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) ﴾.

﴿ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ﴾.

﴿فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ﴾.

كتبه

أبو حازم القاهري السلفي

الجمعة 16/محرم/1447

   طباعة 
0 صوت
جديد المقالات
حوار مع الدكتور عبد الرزاق الشايجي (الحلقة الثانية) - حوار مع الدكتور عبد الرزاق الشايجي في كتابه «الخطوط العريضة لأصول أدعياء السلفية»
حوار مع الدكتور عبد الرزاق الشايجي (الحلقة الأولى) - حوار مع الدكتور عبد الرزاق الشايجي في كتابه «الخطوط العريضة لأصول أدعياء السلفية»